PLAY da ku guh bide radyoyê
قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن بلاده تمكنت في حرب سبتمبر/أيلول 2020 من تحرير أراضيها التي كانت تحتلها أرمينيا منذ عام 1992، وأشار إلى أن تلك المواجهة أظهرت عمق الروابط بين بلاده وتركيا.
واعتبر الرئيس علييف، أنه كان من الممكن منع الحرب لو مارست مجموعة “مينسك” ضغوطاً جدية على أرمينيا خلال فترة احتلالها للأراضي الأذربيجانية، ودفعها لمغادرتها.
جاء ذلك في حوار مع وكالة الأناضول، بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى للحرب التي اندلعت في 27 سبتمبر/أيلول 2020 واستمرت 44 يوماً، تمكنت خلالها أذربيجان من تحرير أراضيها بإقليم قرة باغ التي احتلتها أرمينيا نحو 30 عاماً.
وأكد في المقابلة أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض معلومات مستفيضة حول قضية أذربيجان العادلة عبر منصات دولية.. وكانت بين القضايا الأولى في السياسة الخارجية التركية، وبعد الانتصار، سررنا بما قاله الرئيس التركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أذربيجان والأراضي المحررة”.
وأضاف: “لقد أعلن أردوغان وقوف تركيا الصريح إلى جانب أذربيجان في الساعات الأولى من الحرب، وهذا أعطانا بالطبع قوة معنوية، التعاون القائم بين البلدين لا نظير له، فنحن وتركيا لدينا تاريخ وأصول عرقية ولغة مشتركة”.
وتابع: “لقد أظهرت حرب قره باغ الثانية مرة أخرى عمق الروابط مع تركيا على المستويين الشعبي والرسمي.. وجهت تركيا خلال الحرب رسالة قوية للعالم مفادها: لا تتدخلوا في أذربيجان إنها على الطريق الصحيح. وإذا تدخلتم ستجدون تركيا بالمرصاد”.
– سبب الحرب
وحول أسباب اندلاع الحرب، قال الرئيس علييف إن “الاستفزازات التي مارستها أرمينيا بتلك الفترة وخطواتها وتصريحاتها ضدنا أظهرت أنها كانت تستعد لحرب جديدة”.
وأضاف: “لم أتمكن من فهم الأسباب التي تدفعهم لفعل ذلك رغم أنهم يحتلون أراضي تابعة لنا وفق القانون الدولي منذ 30 عاماً”.
وتابع: “أقدمت أرمينيا على شن هجمات استفزازية ضدنا في يوليو/تموز 2020، مستهدفة منطقة على الحدود الدولية بين البلدين، ونتيجة لتلك الهجمات الاستفزازية، لقي 13 جندياً ومدنياً بأذربيجان مصرعهم”.
وأشار إلى أنه بعد هجوم يوليو/تموز عمدت أرمينيا في أغسطس/آب إلى إرسال مجموعة تخريبية إلى داخل الأراضي الأذربيجانية، إلا أنه بعد عبورهم خط التماس نزع جنودنا أسلحتهم.
“وبعد أيام قليلة تعرضت مواقع في أذربيجان لقصف مدفعي مصدره أرمينيا ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء، ما دفعنا إلى إطلاق هجوم مضاد واسع النطاق أسفر عن تحقيق نصر وتحرير أراضينا المحتلة”، يكمل علييف.
وذكر الرئيس أن “الإدارة الأرمينية التي وصلت لتوها إلى السلطة، أرادت آنذاك، التباهي بأي نجاح عسكري، لكن حساباتهم لم تتوافق مع ظروف الواقع، بخاصة أنهم ارتكبوا أخطاء فادحة ونتيجة لذلك ذاقوا مرارة الهزيمة”.
ورأى أن “المسؤولية الأكبر في بدء حرب قره باغ تقع على عاتق أرمينيا، كما تتحمل في الوقت نفسه الدول الكبرى مسؤولية كبيرة لعدم وقفها الهجمات الأرمينية ضد أذربيجان في الوقت المناسب”.
– دور مجموعة “مينسك”
وحول إمكانية منع الحرب في ذلك الوقت، اعتبر علييف أنه كان من الممكن منع الحرب لو مارست مجموعة “مينسك” ضغوطاً جدية على أرمينيا خلال فترة احتلالها للأراضي الأذربيجانية، ودفعها إلى مغادرتها.
و”مينسك” مجموعة دولية تأسست عام 1992 برئاسة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، لتشجيع أرمينيا وأذربيجان على الحوار والتوسط بينهما لإيجاد حل سلمي لقضية إقليم “قره باغ” المحتل.
وقال إن “الدول التي تشارك في رئاسة مينسك لم تمارس الضغط اللازم على الجانب الأرميني، لقد فضلت تلك الدول ببساطة اتباع سياسة (اللا حرب واللا سلم)”.
وأضاف: “تقدمت مراراً وتكراراً بطلب إلى الرؤساء المشاركين بمجموعة مينسك والدول الكبرى الأخرى لفرض عقوبات على أرمينيا، كان ذلك سيمنع الحرب”.
وأشار علييف، إلى أن بلاده استخدمت كل الوسائل لحل المشكلة سلمياً، لكن إلى جانب ذلك أكدت عدم قبولها بالوضع الذي كان قائماً، وإصرارها على تحرير كامل أراضيها.
ولفت إلى أن “الرؤساء المشاركين بمجموعة مينسك زاروا الأراضي المحتلة عدة مرات، ورأوا بأم العين حجم الدمار الذي تسبب به الاحتلال”.
وتابع: “المجتمع الدولي صمت عندما غزتنا أرمينيا على مدى 30 عاماً، لقد عمد الاحتلال إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين وتدمير جميع معالمنا التاريخية والدينية”.
وأكمل: “قبل بدء الحرب بفترة، تقدمنا مراراً بطلبات لمجموعة مينسك لإعادة إرسال بعثات إلى الأراضي المحتلة، حيث جرى توطين أرمن من سوريا ولبنان ودول أخرى فيها، هذه جريمة حرب حسب المواثيق الدولية. مجموعة مينسك لم تفعل شيئاً حيال الطلبات.. هم مجرد منافقين”.
وشدد على أن جميع الإجراءات التي اتخذتها أذربيجان بما في ذلك حرب تحرير أرضها، كانت تستند إلى القانون الدولي.
وفيما يتعلق بنشاط مجموعة مينسك في الفترة الحالية، قال علييف: “لا نرى أي نشاط للمجموعة، ورغم مرور حوالي عام على انتهاء الحرب، لا يوجد أي مقترحات مقدمة منها”.
واعتبر أن على المجموعة العمل من أجل زيادة الثقة بين الأطراف في المنطقة وفتح الطرق والممرات ودعم عملية السلام وترتيب العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان ومحاولة توقيع اتفاقية سلام بين الدولتين.
وشدد الرئيس على أنه لا يمكن أن يتمتع إقليم قره باغ بوضع خاص، مضيفاً: “إذا أراد شخص ما منح وضع خاص لقره باغ، ليفعل ذلك في أراضٍ داخل بلده، وليؤسس هناك منطقة حكم ذاتي أو جمهورية”.
– الإعلان الثلاثي
وأعرب علييف عن رضاه عن تطبيق الإعلان الثلاثي الموقع بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا بعد انتهاء حرب الـ44 يوماً، إذ أعلنت روسيا في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توصل يريفان وباكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة الأخيرة السيطرة على أراضيها المحتلة.
وقال الرئيس: “أنا راضٍ بشكل عام عن تطبيق الإعلان، فقد أخذت أرمينيا على عاتقها مجموعة من الالتزامات ونفذتها فور انتهاء الحرب، وكان خروج القوات الأرمينية من المناطق المحتلة في ذلك الوقت دليلاً على تنفيذ الالتزامات”.
وأضاف: “تعاملت أرمينيا مع هذه القضية بمسؤولية كبيرة. لماذا؟ لأنهم كانوا خائفين”.
إلا أن الرئيس الأذربيجاني ذكر أنه بعد انتهاء الحرب جرى إرسال مجموعة تخريبية من أرمينيا للأراضي المحررة مكونة من 62 شخصاً، في تناقض تام مع الإعلان الثلاثي، لافتاً إلى أن جيشه تمكن من القبض على عناصر المجموعة.
وأشار إلى أن هذا التسلل وقع قبل أن تكمل قوات حفظ السلام الروسية انتشارها في المنطقة.
كما ذكر أن إعلان “10 نوفمبر/تشرين الثاني”، نص بوضوح على أنه “يجب إقامة تواصل جغرافي برّي بين البر الرئيسي لأذربيجان وجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي، إلا أنه لم يجر تنفيذ هذه المادة حتى الآن”.
وأوضح أن هناك مفاوضات جارية على هذا الصعيد لكنها “غير مثمرة”، مستدركاً: “تنتهك أرمينيا بشكل صارخ شروط إعلان “10 نوفمبر/تشيرين الثاني” فيما نتحلى نحن بالصبر في الوقت الحالي، لكن صبرنا له حدود أيضًا”.
وتابع: “أظهرت حرب قره باغ ما الذي من الممكن أن يحدث عندما ينفد صبرنا، لذلك، نواصل منح الإدارة الأرمينية فرصة حتى تفي بجميع شروط وتعهّدات الإعلان الثلاثي”.
– قوات حفظ السلام الروسية
وبخصوص نشاط قوة حفظ السلام الروسية في قره باغ، قال: “يمكنني تقييم نشاط القوة بشكل إيجابي، بالطبع هناك قضايا لسنا راضين عنها ولدينا شكاوى واعتراضات، ولكن ونتيجة لجهودنا الدبلوماسية تقترب هذه العملية من نهايتها”.
وأكمل: “لكننا بالطبع نود أن نفرض سيادتنا على كامل ترابنا الوطني وأن نحقق سلامتنا الإقليمية، وأود الإشارة إلى أن كبار المسؤولين الروس أكّدوا مراراً وتكراراً في تصريحاتهم على أن قره باغ أرض أذربيجانية، في هذه الحالة، يجب على الجنود الذين يخدمون هناك أيضاً تنفيذ أنشطتهم وفقاً لذلك”.
** تسليح أرمينيا
وفيما يتعلق بموقف أذربيجان بعد توارد أنباء حول إعلان وزير دفاع أرمينيا ونظيره الروسي عن بدء تسليح يريفان مجدداً بعد لقاء بينهما مؤخراً، قال علييف: “عندما سمعنا عن هذه المسألة، سألنا الجانب الروسي على الفور، وعلمنا أن هذا البيان المنشور في الصحافة الأرمينية لا يعكس الحقيقة، ولم يدلِ وزير الدفاع الروسي بمثل هذه التصريحات”.
وأضاف “كان الموضوع عبارة عن دعاية إعلامية أرمينية، وأبلغتنا موسكو بشكل رسمي عدم وجود مثل هذه الخطة”.
ولفت إلى أن “اللوبي الأرميني الناشط في روسيا يسعى إلى إحداث شرخ بالعلاقات بين روسيا وأذربيجان، إلا أن هذه السياسة خاطئة لأن العلاقات عالية بما فيه الكفاية كما أن الجانبين يناقشان جميع القضايا بصراحة”، وأكد أن العلاقات الروسية الأذربيجانية “لا يتخللها أي مشكلة أو قضايا ملحة”.
وحول تصريحات رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، مؤخراً، بشأن رغبته بإجراء محادثات مع تركيا، قال علييف: “بالنسبة لتطبيع العلاقات الأرمينية التركية، نحن نريد السلام بالمنطقة بأسرها، وأعتقد أن منصة 3 3 التي اقترحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ستكون أفضل طريقة لتحقيق ذلك”.
وأضاف: “أيدت أذربيجان وروسيا وإيران المقترح التركي، إلا أن أرمينيا عارضته. إذا كانت جادة فيما تقول بشأن التطبيع فعليها أولاً التصرف بشكل إيجابي تجاه اقتراح الرئيس أردوغان، وخلاف ذلك يعني العودة إلى مربع التناقضات بين التصريحات والتطبيق على الأرض”.
وفي الفترة الماضية، دعا الرئيس أردوغان، إلى إنشاء منصة سداسية للتعاون بين دول منطقة القوقاز، وأيدت دول المنطقة إنشاء المنصة، التي ستضم تركيا وأذربيجان وروسيا وإيران وجورجيا، إضافةً إلى أرمينيا في حال قبولها الدعوة.
وصرح أردوغان، أن المنصة السداسية المقترحة هي مبادرة ستوفر فرصاً رابحة لكل الأطراف، وإذا انخرطت أرمينيا في هذا المسار وأقدمت على خطوات إيجابية يمكن فتح صفحة جديدة بالعلاقات التركية الأرمينية، ما سيتيح ليريفان مكاسب كبيرة.
– شرط التطبيع
من ناحية أخرى، قال الرئيس علييف، إن إنشاء ممر “زنكازور” يعتبر شرطاً لتطبيع العلاقات بين بلاده وأرمينيا، كما ورد في إعلان 10 نوفمبر/تشرين الثاني، “وإذا لم تف بهذا الالتزام فما الفائدة من التطبيع!”.
وأضاف: “كنا نعلم منذ زمن بعيد أننا غيّرنا ميزان القوى لصالحنا، الآن العالم كله يرى الفرق. لذلك، وفي ظل الوضع الحالي، على أرمينيا أن تبذل المزيد من الجهود لتطبيع علاقاتها مع أذربيجان”.
وأكد أن “إنشاء هذا الممر سيكون خطوة مهمة لهم أيضاً، كما يجب أن تكون أرمينيا على استعداد لتطبيع علاقاتها مع تركيا.. وترسيم حدودها مع البلدين. يجب أن يكونوا أكثر استعداداً للقيام بهذه المهمة”.
– إعمار المناطق المحررة
وبشأن إعمار المناطق المحررة، قال علييف: “بمجرد انتهاء الحرب تحركنا على الفور من أجل الشروع بعملية البناء وإظهار قوة دولتنا، وسنكمل المشاريع المتعلقة بالشبكة الكهربائية بحلول نهاية العام. سيجري توفير الكهرباء للمنطقة بأكملها”.
وأضاف: “نعمل على تهيئة الطرق، لنمكن النازحين من العودة قريباً، وسنفتتح قريباً أول قرية نموذجية في مقاطعة زنكيلان (جنوب غرب) بحلول نهاية العام أو أوائل العام المقبل”.
وتابع: “ليس من قبيل المصادفة أبداً أن يأتي أرمن من سكان قره باغ إلى مواقعنا العسكرية في (مدينة) شوشة عدة مرات آملين في العمل بهذه المشاريع.. إنهم في حالة بطالة وبؤس ويأس. نتعامل معهم بشكل إيجابي، لكن يجب تسوية الجانب القانوني لأوضاعهم أولاً”.
وأكد علييف قبول جميع الأرمن الذين يعيشون في (خانكندي) كمواطنين أذربيجانيين ذلك لأنهم يعيشون على أراضينا، ينبغي علينا قبولهم كمواطنين لضمان مستقبلهم ومستقبل أطفالهم على هذه الأرض، وعلى استعداد لتمكينهم من المشاركة في المشاريع التي نعمل على تنفيذها.
وأشار إلى أن بلاده تنظر إلى المستقبل من منظور استراتيجي قائم على السلام، وتابع مشدداً: “نحن لا نريد مزيداً من الحرب”.